السياحة في الامارات
اهتمت دولة الإمارات العربية المتحدة بالقطاع السياحي بتطويرها للبنية التحتية والمرافق لتلبية متطلبات السياح الأجانب، وكذا تطوير مستوى الخدمات في القطاع الفندقي والنقل المريح عوضاً عن إقامة الفعاليات والمهرجانات والتي كان لها دور واضح في استقطاب السيّاح من مختلف أنحاء العالم.
تعتبر الإمارات من الدول الجاذبة للسياح على الصعيد العربي، بمساهمة مدينة دبي التي عرفت بالسياحة الفاخرة، وبذلك أصبح دولة الإمارات تعتمد بشكل كبير على السياحة، كواحدة من أهم القطاعات غير النفطية في الدولة.
وتعد الإمارات حاليًا من ضمن العشر وجهات سياحية الأكثر نموًا في العالم وفقاً لمنظمة السياحة العالمية، حيث يصل عدد السياح الوافدين في الدولة 15.5 مليون سائح، وتلعب السياحة في الإمارات دورًا محوريًا في دفع العجلة الاقتصادية، حيث بلغت قيمة مساهمتها المباشرة في الناتج المحلي لعام 2016 قرابة 68.5 مليار درهم (18.7 مليار دولار أمريكي)، أي ما يعادل 5.2٪ من إجمالي الناتج المحلي، أما قيمة المساهمة الإجمالية فبلغت 159,1 مليار درهم (42,3 مليار دولار أمريكي) بنسبة 12,1٪ من إجمالي الناتج المحلي وتصدرت دولة الإمارات قائمة الوجهات الأكثر جذباً للسياحة العائلية.
نمو القطاع السياحي في الإمارات
خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كان القطاع النفطي يشكل معظم مكونات الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ثم تطورت مكونات الناتج المحلي في نهاية الثمانينيات ليميل وبصورة مستمرة لصالح القطاعات الغير النفطية، بالإضافة إلى قطاع الصناعات التحويلية والتجارة والقطاعين المالي، والعقاري وقطاع الخدمات اللوجستية. شهدت الإمارات نمو قطاع آخر وهو القطاع السياحي، وحصلت على المرتبة التاسعة في قائمة أكثر عشر وجهات سياحية نموا في العالم مسجلة زيادة بنسبة 10.4% وفقا لتقرير آفاق السياحة العالمية الصادر عن منظمة السياحة العالمية. لقد اعتمد نجاح تجربة الإمارات في تطوير القطاع السياحي في العقدين الماضيين على التكامل بين مكونات البنية التحتية المتطورة للسياحة، والتوجهات الرامية إلى الاستثمار في هذا القطاع بجرأة كبيرة، ولاسيما أن دولة الإمارات بشكل خاص، ومنطقة الخليج العربي بشكل عام، لم تدرج في السابق ضمن البلدان السياحية في العالم. والحال، و يتم السعي لتطوير القطاع السياحي في الدولة مستقبلا ، فالبنية التحتية لهذا القطاع ما زالت لم تستغل بصورة كاملة حتى الآن؛ إذ إن هناك جزر ومناطق سياحية يمكنها أن تستوعب سياح من مختلف بلدان العالم. كما أن الاستثمارات الحالية في البنية التحتية، وبالأخص المرتبطة بالسياحة، كقطاع الطيران والنقل والثقافة.ومن المتوقع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي في السنوات القادمة، كما يتوقع أن يساهم هذا القطاع في توفير آلاف فرص العمل للمواطنين، خصوصاً أن السياحة تعتبر من القطاعات التي تعتمد على الأيدي العاملة، مما يوفر إمكانيات جديدة لتطوير الكفاءات المواطنة العاملة، والتي ما زالت بعيدة عن العمل في القطاع السياحي.
السياحة والناتج المحلي الإجمالي
ساهمت دولة الإمارات الأسواق العربية الآسيوية مباشرة فيما يتعلق بقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي، بحسب بيانات مجلس السياحة والسفر العالمي، وبلغ إسهام القطاع في ناتج المنطقة ككل نحو 76 مليار دولار. وجاءت الإمارات في مقدمة هذه الدول، حيث بلغ الإسهام المباشر فيها لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي نحو 25 مليار دولار، وبحسب بيانات المجلس الوطني للسياحة والآثار، فقد بلغ عدد نزلاء الفنادق في الدولة 1.6 مليون نزيل بنمو 14% ووصلت عدد الليالي الفندقية 51.4 مليون ليلة بنمو 16%، بينما بلغ إجمالي العائدات 22.2 مليار درهم بنمو 2.7%.وبعد أن كان اعتماد القطاع السياحي المحلي بصورة أساسية على الاستثمارات المحلية؛ جاءت الإمارات في مقدمة الدول في الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع بين عامي 2003 – 2013 محتلة المركز الخامس إلى جانب كل من الصين، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والهند، مسجلة 169 مشروعاً، وفقاً لما جاء في مجلة الاستثمار الأجنبي المباشر “إف دي آي انتلجانس” الصادرة عن مؤسسة الفايننشال تايمز.
البنية التحتية
حلت دولة الإمارات في المرتبة الثالثة عالمياً في جودة البنية التحتية وفي المرتبة الأولى عالمياً في العديد من مؤشرات جودة البنية التحتية، وفقاً لتقرير التنافسية الدولي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) للعام (2014 2015)، وجاءت في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر جودة الطرق والمرتبة الثانية عالمياً في البنية التحتية للنقل الجوي وقطاع الطيران.
وتواصل دولة الإمارات جهودها في تنفيذ المزيد من مشاريع البنية الأساسية المتطورة وخاصة في قطاعات الطاقة والنقل والمطارات والموانئ الدولية وشركات الطيران الوطنية ومشاريع السكك الحديدية و (المترو) والمواصلات والطرق الخارجية والداخلية والجسور والأنفاق وغيرها من مشاريع البنية الأساسية المتكاملة.
الطاقة الفندقية
يخطط العديد من العلامات الفندقية لإدارة وتشغيل العديد من الفنادق في قطاع الضيافة بالإمارات للاستفادة من آفاق النمو الواعدة في المستقبل، وأفادت دراسة صادرة عن شركة فيابيليتي للاستشارات أن سوق دبي يعد واحداً من أكثر الأسواق جاذبية لكبرى العلامات الفندقية.
وجاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى من ناحية عدد الفنادق قيد الإنشاء في كل عام ووفقاً للتقرير استحوذت دولة الإمارات النسبة الأكبر من إجمالي عدد الفنادق قيد الإنشاء في منطقة الشرق الأوسط وصنف موقع هوتلز.كوم في عام 2011 فندق برج العرب وفندق قصر الإمارات بين أغلى عشرة فنادق في العالم. وجاء في التقرير أن سعر الليلة في برج العرب يتراوح بين 3500 - 6800 دولار والمساحة في المتوسط 2500 قدم مربع.
والسعر للمبيت ليلة واحدة في الجناح المكون من طابقين وغرفتي نوم ومصعد خاص وشاشة عرض خاصة. وأضاف التقرير أن أرضيات الحمامات من الرخام ويوجد حوض جاكوزي.
وبالنسبة لقصر الإمارات تتراوح الليلة بين 3500 ـــ 12 ألف دولار ومساحة الجناح 2230 قدماً مربعاً. والجناح مجهز بسريرين بالحجم الملكي وشرفة واسعة وأرضيات الحمامات من الرخام ويوجد بها حمام جاكوزي ومصعد خاص. وتوضع ازهار طبيعية نضرة كل صباح وهناك موظف خاص على مدى 24 ساعة.
تعليقات
إرسال تعليق